تذمّرك، كلما استدعيت أشياء أُخرى للتذمّر منها. بمُرُورِ الوقت، تجد
أنَّه من الأسهل أن تكون سلبيًا من أن تكون إيجابيًا. إذا لم تكن راضيًا
عن شيءٍ ما، لديك خياران، إما يمكنك أن تتذمّر بشأنه وتأمُل في أن
يتغيَّر، أو يمكنك إجراء التغيير إذايمكن أن تصبح الشكوى مثلها مثلَ جميع
أنماطِ التفكير، عَادَة.
كلما زادَ تذمّرك، كلما استدعيت أشياء أُخرى للتذمّر منها. بمُرُورِ
الوقت، تجد أنَّه من الأسهل أن تكون سلبيًا من أن تكون إيجابيًا. إذا لم
تكن راضيًا عن شيءٍ ما، لديك خياران، إما يمكنك أن تتذمّر بشأنه وتأمُل
في أن يتغيَّر، أو يمكنك إجراء التغيير إذا كان بإمكانك ذلك.
الكثير من الناس يشتكُون من أيّ شيء: حدث، تجربة، شخص.. سلبًا دون أي
إشارة إلى الخطوات أو الخُطط التالية لإصلاح المُشكلة. الشكوى لا تغيِّر
أيّ شيء، وأَفضَل ما يُمكنُك فعلُهُ هو إِدَارَة ردَّ فعلك لتجنُّب
الإجهاد أو الإرهاق.
نحن كمُجتمع، نشكُو كثيرًا، لكن الأهم من ذلك أننا فقدنا إحساسًا بما
يتعلَّق بالشكوى، بدلاً من ذلك، نستخدمه كتمرين للتنفيس فقط، وذلك له
عواقب. إلى حدٍّ ما، يُوجد لَدَى مُعظَم الأشخاص بالفعل مسارات عصبية
للشكوى، لذا فإنَّ الشكوى كثيرًا تعزّز تلك المسارات فقط.
لذلك ، تنمو الخَلايا العصبِية مع بعضها البعض، وتُصبح الروابط بينهَا
أكثَر ديمُومة. وهكذا تتعلم الخلايا العصبية، التنبؤ بالشكوى وتِكرار
المحفِّزات السلبية. التذمُّر المتكرِّر (أو السلبية) يضرُّ بمزاجك ومزاج
الأشخاص من حولك؛ فأصحاب التذمّر أقلّ ارتياحًا خلال يوم عملهم، وحتى
أنَّ مزاجهم السيء ينتقلُ إلى صباح اليوم التالي.
عندما تبدأ في التذمّر بشدّة، فإنَّك تضعف نظام المناعة لديك، وتزيد من
ضغط الدم، وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسمنة والسكري. التذمّر
يُلحقُ أضراراً بمناطق أخرى مِن عقلك كذلك. أظهَرَت الأبحاث التي أجرتها
جامعة ستانفورد أنَّ التذمذر يقلّص الحصين، وهي منطقة في الدماغ تعتبر
مهمَّة لحلّ المشكلات والفكر الذكي.
يعد التسكُّع مع الأشخاص السلبيين أمرًا سيئًا كالتسكُّع مع أفكارِك
السلبية، فعندما نرى شخصًا يعاني من مشاعِر سلبية (سواء كان الغضب أو
الحزن أو السعادة، إلخ)، فإن عقولنا "تُحاكي" نفس هذه المشاعر لتصوُّر ما
يمرُّ به الشخص الآخر.
أمَّا أن تُحيط نفسك بأشخاص إيجابيين، فسوفَ يشجِّعُك على إظهار موقف
أكثر إيجابية ضمن الجماعة وحتى عندما تكون بمفردك.
كيفية التغلُّب على الشكوى
تجاربك السّلبية تغذي توقُّعاتك السلبية، والتي تجذِب بعد ذلك تجارب سلبية جديدة.
الخطوة الأولى هي أن تدرك أنّك محاصر بالسلبية وأنّ الاستمرار في محاربة
السلبية مع الاستمرار في التعرف عليها هي مَعركَة لا يمكن الفوزُ بها.
الشكوى تزيد من سوء الموقف، خاصة إذا لم تكن تشتكي إلى الشَّخص المناسب
(الذي يمكن أن يفعل شيئًا حيال إحباطك).
"هناك طريقة واحدة للسعادة، وهي التوقف عن القلق بشأن الأشياء التي
تتجاوز قوة إرادتنا".
الفيلسوف ابكتيتوس
يجب أن يَنصبَّ تركيزُنا على سُلُوكنا، وليس على سُلُوك الآخرين. عندما
تقوم بنجاحٍ بالتمييز بين ما هو في سيطرتك وما هو خارج عن سيطرتك، سترى
بسرعةٍ كبيرة أن القرارات والإجراءات والكلِمات والأفكار الخاصَّة بك هي
فقط التي تستحقُّ اهتمامك.
إذا كنت تشعُر بالأسَى بسبب أيّ شيء خارجي، فإنَّ الألم لا يرجع إلى
الشيء نفسه، ولكن إلى اهتمامك الشّديد به، وهنا لديك القدرة على إلغاء
ذلك في أيّ لحظة. أدرك هذا، وسوف تجد القوة.
تعلَّم أن تكون ممتنًّا. وبقدر ما قد يبدو الأمرُ صعبًا، يمكن لموقفِ
الامتنان أن يقلِّل بشكلٍ كبيرٍ من هرمون التوتر. عندما تشعر بالشكوى،
حوّل انتباهك إلى شيءٍ تشعُرُ بالامتنان له، خاصة إذا لم تكن في وضع
يسمحُ لك بتغييره. فكّر في أيّ نجاحٍ لك أو شخصٍ تحبّه، وما إلى ذلك.
في أيّ وقت تتعرَّض فيه لأفكار سلبية أو متشائمة، استخدم هذا كإشارة
لتبديل عقليتك والتفكير في شيءٍ إيجابي. مع مُرُور الوقت، سوف يُصبِح
الموقفُ الإيجابي طريقة للحياة.
إذا كان عليك ذلك، ضع هدفًا محددًا في الاعتبار إذا كان بالإمكانِ
مُعالجة إحباطِك وحلّه.
تحديد الغرضِ يساعد أيضًا في حلّ المشاكِل في العلاقات. تعلُّمُ كيفية
إخبار أصدقائك وعائلتك عندما تشعُر بالضيق يمكنُ أن يحسِّن عواطِفَك
بشكلٍ كبير. وبدلاً من الغضب و الشكوى قم بتحسين مهارات التواصُل مع
الأشخاص المقربين إليك.
فقمع الأفكار والمشاعر يؤدّي أيضًا إلى إجهادٍ طويل الأجل ومشاكل صحية.
لذلك، في أيّ موقفٍ مرهق، إعترف بمشاعرك، وتحدَّث عنها بهدوءٍ مع
الآخرين.